قصة بقلم منة زكريا
![]() |
قصة بقلم منة زكريا |
في إحدى المستشفيات وبإحدى الغرف، شابٌ يجلس على سرير، عيناه مغطاه بما يعرف بـ(الشاش) ويقف بجانبه عدة أطباء وممرضين، وأمامه تجلس فتاة يرتسم الترقبُ والخوف على ملامحها ببراعة،
ليبدأ الطبيب قوله: نبدأ نفك الشاش دلوقتي
ليجيبه ذلك الذي اتخذ الخوف من صوتهِ مسكنًا: أتوكل على الله.
لتمسك الفتاة الجالسة أمامه بيديه تعطيه الدعم والقوة
لتقول قبل بدأ الطبيب بعمله: "أوس" سواء النتيجة كانت إيجابية أو سلبية، أنا هفضل جمبك في جميع الأحوال ومستحيل أسيبك.
ليرد عليها وهو يشد على يديها ويستمد منها القوة والصبر:
وأنا واثق فيكي.
كلمات كفيلة لطمأنينتها وليسكن الشعور بالسكينة صدرها ، لتنظر إلى الطبيب بمعنى أبدأ، ليبدأ الطبيب بنزع الشاش من على عيناه لتبدأ عينيه بالتشاوش ثم الاستقامة، ليبدأ بفتحهم ببطئ، لينفرج جفنية كاشفًا عن عينين مزيج من لون الأخضر و لون السماء الصافية الأزرق، ينظر في جميع النواحي بتشوش، وتلك التي أمامة عينيها مليئة بالدموع، خائفة، تنتظر النتيجة ينظر إليها لتبدأ بالسؤال بلهفة حقيقية وشديدة
: "أوس" حبيبي أنت شايف؟
لتمسك يديه بسرعة تامة وتمررها علي جميع ملامحها وتسألة مرة أخرى
: "أوس" حبيبي أنت شايفني؟
ثم تمرر يديها علي جميع ملامح وجهه وتتطلع إليه كأنها أول مرة تراه أو تناظره، لتقول ودموعها بدأت بالهبوط وبغزارة: حبيبي أنت شايف، طيب طمني، طمن قلب حبيبتك "چيلان"؟
ليرد عليها وهو ينظر إلي كل تفصيلة بوجهها والدموع تسقط من عينيه غزيرة
: أيوة شايفك، شايفك يقلب "أوس"
لتبدأ باحتضانه بقوة كأنها ستدخله إلى ضلوعها، وهي تقبل جميع ملامح وجهه، عينيه وجبينه وخدوده، إلى أن بدأت بتقبيل عينيه بالتوالى وهي تردد
: الحمد لله، الحمد لله
ليمسك هو وجهها بين يديه قائلا وهو يمرر عينيه عليها بدأ من خصلاتها التي تبعثرت تحت الحجاب بسبب فرحتها الشديدة، ثم مرورًا بعيونها التي يغطيها الدمع وتنظر إليه بفرحة شديدة، ثم مرورًا بأنفها الأحمر الصغير نتيجة تساقط دموعها، انتهاءً بشفتيها الوردية الصغيرة التي مازلت تتمتم بالحمد لله على نعمته، ليقبلها من جبينها قائلًا:
"چيلان" أنا شايفك يروحي، دلوقتي أقدر أشوفك، دلوقتي أقدر أقولك رأيي في فستانك، وأقولك كمان رأيي في درجة الروچ من غير ما أزعل لما تسأليني بعفوية، دلوقتي أقدر أشوف طلتك عليا، دلوقتي أقدر أشوف شعرك، دلوقتي أقدر أمشي من غير ما أتعكز على حد، دلوقتي أقدر أشوف كل تفاصيلك دلوقتي أقدر أشوف بعد سبع سنين مش بشوف غير الضلمة ، الحمد لله، الحمد لله
ليبدأوا بالبكاء معًا، وهو يحتضنها بداخله، ليتنحنح الطبيب والممرضين خارجًا، وليترك له المساحة وليأتي فيما بعد ليطمئن عليه، لم ينتبهوا إلى خروج الطبيب، فقد كانوا مشغولين بتفحص ملامح كلًا منهم للآخر،
لتبدأ هي بالحديث قائلة:
مش قلتلك الصبر أفضل مفتاح واستنى الفرج وكرم ربنا كبير
ليردد هو: الحمد لله بعد حادثة، وبعد ما الكل بعد عني عشان بقيت أعمى، ربنا كان مصبرني بيكي، كنتي مصدر القوة، والسند الي أعتمد عليه وعكازي، كنتي دايما بتديني الأمل بعد ما بفقدة، ربنا يخليكي ليا يارب، الحمد لله
إرسال تعليق