ورشة روح عازفة للرواية (القصة)
في الشروحات السابقة شرحنا الفرق بين القصة والرواية بالشكل الأكاديمي المعروف الذي يُفضله النقاد ..
وفي نهاية شرحنا الأخير طلبنا مِنكم كتابة (قصة) وجاءت لي الكثير من القصص بالفعل
كتبتموها بشك تنتظرون مني أن أتصيد الأخطاء
ولكن دعوني أفاجئكم قليلًا وأقول لكم دون أن أقرأ أن أغلب ما كتبتموه صحيح!
![]() |
ورشة روح عازفة للرواية (القصة) |
لأنه سيندرج بين عدة فنون أدبية وهي :
- القصة
- القصة القصيرة جدًا
- النوفيلا
- الرواية
القصة بالشكل المتعارف عليه والذي شرحناه كثيرًا
والقصة القصيرة جدًا والتي تُشبه قصص الأطفال ذات المغزى المُباشر جدًا والواضح
والرواية التي شرحناها ولازلنا نشرحها
والنوفيلا التي تجمع ما بين القصة والرواية ..
بمعنى
من المعروف أن عدد شخصيات القصة واحد أو اثنان فقط
إذًا
إذا توافر في عملك جميع مكونات القصة ولكن عدد شخصياتك أكبر، فهذه ليست قصة
ولكنها نوفيلا ..
وهكذا ..
النوفيلا هي الوسط بين الرواية والقصة ..
إذًا، نحن بحاجة أن نعرف القصة بشكل أكبر كي نعرف أن نُفرق بين (القصة - الرواية)
مكونات القصة
- إطار القصة : يعني المكان والزمان الذي ستدور فيه أحداث القصة فنحنُ نعلم أن القصة تدور في مكان وزمان واحد، فقبل البدء يجب أن تعرف المكان سواء أكان حقيقيًا أو خياليًا والزمن المُحدد الذي ستدور فيه أحداث القصة
- الفكرة
- الشخصيات
في الرواية قُلنا أن هُناك طريقتان للسرد وهما (الراوي العليم والأنا)
في القصة يوجد ثلاثة طرق وهم:
- الأنا
- الغائب المحدود: في هذه الطريقة تتحدث أنت ككاتب عن الشخصيات ولكن أنت لا تعرف نواياهم .. أنت تصف ما يفعلونه فقط، دون وصف ما يريدون فعله أو ما يشعرون به
- الغائب ذو المعرفه الكاملة: هذه الطريقة تكتب وأنت على دراية بما تخفيه الشخصيات وتشرحه
أمثلة:
- الأنا: قُلت لها: أتمنى لك رحلة سعيدة يا ماجي
- الغائب المحدود: قال لها أتمنى لك رحلة سعيدة يا ماجي
- الغائب ذو المعرفة الكاملة: تردد كثيرًا هل سيقول لها أنه يُحبها أم لا، حتى قرر، لن يعترف وقال: فرصة سعيدة يا ماجي
التخطيط للقصة
الخطوات:
- اختيار الفكرة
- الشخصيات
- إطار القصة
القصة تتكون من حدث واحد مهما كان طويلًا أو كبيرًا
أمثلة:
- الثورة: تغير رأي بطل القصة من معارض للثورة لمؤيد بعد أن قرر بنفسه النزول وسط الثوار
- الموت: قرار بطل رواية حلم رجل مضحك بالانتحار
مثال كان لدينا فكرة
حول دجاجة تشعر بالاكتئاب وقررت الانتحار لكونها طائر لا يستطيع الطيران ..
إذا أردت أن تكتب قصة حول هذه الفكرة
سيكون لدينا حدث رئيسي وهو قرار الانتحار
إذًا سنكتب القصة في عدة صفحات
- لماذا تريد الدجاجة الانتحار
- قرار الدجاجة بالانتحار (ومقابلة كائن حكيم يجعلها تغير رأيها في هذه الفكرة)
- رؤية الدجاجة لحياتها الجديدة واعترافها بأنها تملك الكثير من المميزات في حياتها كطائر لا يستطيع الطيران
لكن إذا كان الحديث عن رواية، فسنتحدث هنا عن:
- حياة الدجاجة قبل الشعور بالاكتئاب
- الموقف الذي جعلها تشعر بالاكتئاب
- قرار الانتحار
- مقابلة الكائن الحكيم
- بدأ حياة جديدة
- نظرة على حياتها الجديدة والوصول إلى الحياة السعيدة.
نكتب هذه العناصر لنعرف ما كتبنا
وليس لمعرفة ما سنكتب ..
د. أحمد خالد توفيق ذات نفسه عند سؤاله عن ما يكتب قال:
- أنا لستُ ناقدًا، أنا فقط أكتب وأترك الحكم وتصنيف ما كتبته للنقاد
ما أعنيه أن الكتابة عمل إبداعي، لا يجب أن نُقيده قبل أن تكتب
ولكن اترك العنان لخيالك لتصل فكرتك للقراء
دون أن تقيد نفسك للبداية
وفي النهاية دع التصنيف ووضع عملك في قالب معين للناقد
إرسال تعليق